ھنالك مدن جمیلة كذكرى، قريبة كدمعة، موجعة كحسرة
!كم تشبھك ..ھنالك مدن
غرناطة؟
كان حبّك يأتي مع المنازل البیضاء الواطئة، بسقوفھا القرمیدية الحمراء
مع الجداول التي تعبر ..مع أشجار الیاسمین الثقیلة ..عرائش العنب
.مع ذاكرة العرب ..مع الشمس ..مع المیاه ..غرناطة
كان حبك يأتي مع العطور والأصوات والوجوه، مع سمرة الأندلسیات
.وشعرھن الحالك
مع قصائد لوركا مع قیثارة محمومة كجسدك ..مع فساتین الفرح
.مع حزن أبي فراس الحمداني الذي أحبه ..تحبینه
..فھل كل المدن العربیة أنت ..كنت أشعر أنك جزء من تلك المدينة أيضاً
وكل ذاكرة عربیة أنت؟
تحملین طعماً ممیزاً لا ..مر الزمان وأنت مازلت كمیاه غرناطة، رقراقة الحنین
مر الزمن، وصوتك مازال يأتي كصدى نوافیر المیاه وقت السّحر، في ذاكرةالقصور العربیة المھجورة، عندما يفاجئ المساء غرناطة، وتفاجئ غرناطةنفسھا عاشقة لملك عربي غادرھا لتوه
!وكان آخر عاشق عربي قبّلھا ."أبا عبد الله"كان اسمه
تراني كنت ذلك الملك الذي لم يعرف كیف يحافظ على عرشه؟
تراني أضعتك بحماقة أبي عبد الله، وسأبكیك يوماً مثله؟
ابك مثل النساء " :كانت أمه قد قالت له يوماً وغرناظة تسقط في غفلة منه
"..مُلكاً مُضاعاً، لم تحافظ علیه مثل الرجال
أسألك؟ ..وعلى من أُعلن الحرب .فھل حقاً لم أحافظ علیك؟
مملكة السحآب الأبيض
زينة
مملكة السحآب الأبيض
--------
لقد تعبت دموعي !
وسهرت عيناي
ليالٍ طويلة
قلبي غفى
على جروحه وآلامه
والذكريات
أصبحت تؤلمني
عشق أخذ
يحاصر قلبي
لكنه ليس كأي عشق !
عشق فيه حزن
دموع وجروح
عشق ..
نعم إنه
عشقي للأحزان
كره قلبي الفرح
بل .. حتى عيناي
لم تعد تستطيع النوم
دون أن تسيل
دموعها
على وجنتاي
أشعر برغبة
في الصراخ !
والهرووب
أحاول أن أهرب
من عالم أحزاني الصغير
لكن للأسف
فلقد بُنيت أسواره
عالية
لكي لا يستطيع قلبي
الهروب
من أرجاءه
كم تمنيت
أن أمتلك جناحين
أطير بهما
إلى أعالي السماء
حيث السحب
البيضاء النقية
وقطرات المطر
الطاهرة
تتساقط بكل
عفوية
مليئة بروح الشفافية
والنقاء
فلا تحمل في داخلها
ذرة حقدٍ أو كذب !
عالم يمتلك أجواءً
صافية
فياليتني أعيش
كقطرة مطر
في دنيا السحاب
الأبيض !!