zero cold مدير المنتدي
عدد الرسائل : 307 العمر : 32 السٌّمعَة : 0 نقاط : 264 تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| موضوع: زيـــارة ... الى قلبــي الجمعة 29 مايو 2009 - 0:31 | |
| يخطئ من يظن القلب حجرة واحدة يسكنها شخص واحد .فيكون له وحده الحب و معه وحده الحلم .. قلبي بيت كبير .. فندق قرب محطة قطار
قليلا ما يخطر لنا زيارة قلوبنا .. أو التساؤل عن ساكنيها .ما فعلت الأيام بهم . و ما أبقى الزمان منهم ..
حجرات كبيرة , يسكنها أناس كثيرون كثيرون .قد يدخل بعضهم , و ننسى أنه دخل مع أنه يشغل حجرة و يسكنها .
قد يغادرها و لكنها تبقى حجرته للأبد ..لأن قانونا صارما يطبق هناك : لا أحد يحل محل أحد .لكل مكانته و حجرته .
ولكن لعلنا كلما استضفنا نزيلا جديدا ننسى الباقين زمنا . فنظن أن في قلبنا شاغر واحد . مخصص لشخص واحد ..
ها انا اليوم , أتنقل بين الحجرات . أتذكر و جوه الراحلين !! غريبون هم هؤلاء النزلاء .. بعضهم يدخل دون أن نشعر ..نفاجأ به و قد غدا نزيلا مهما .. بل مهما جدا .. بعضهم يخرج دون ان نشعر ,نبحث عنه فلا نجده .. بعضهم يخرجون بصعوبة . و لكن ليس لنا يد في خروجهم .. تخرجهم الظروف و الأيام .نتشبث بهم . نناديهم . و لكنهم يرحلون . هؤلاء نبكي شوقا لذكراهم . بعضهم يخرجون بصعوبة . نخرجهم نحن عنوة .نقتلعهم اقتلاعا .و يرحلون بعد أن يجتثوا أجزاء من قلوبنا . هؤلاء نبكي ألما من ذكراهم . بعضهم يدخل و يخرج دون أن يدري هو . و بعضهم يدخل و يخرج دون أن ندري نحن !!
ها أنا اليوم اتنقل بين الحجرات . أبحث عن اثار المسافرين .. ادخل غرفهم ..أفتح أبوابا و اغلق أبوابا . في هذه الغرفة وردة حمراء .. أفقدها الزمن شيئا من لونها و عبيرها . و لكنها ما زالت هنا في غرفته . شاهدة على شيء ما , كان , كان يا ما كان !!
في هذه الغرفة حب. خلفه مسافر عزيز جدا .حب أجهض قبل أن يكتمل نموه . يا الهي .الم يمت بعد ؟؟ لا زال هنا يلفظ أنفاسه الأخيرة . قد يلفظها دون أن اشعر .ربما أشتم رائحة جسده العزيز الصغير في زيارة قادمة .
و حجرتك أنت حبيبي .. ماذا أقول ؟؟ حجرة كبيرة , مليئة .تعمها فوضى شديدة . في كل زاوية أثر . حكايات تتراقص أمام عيني . أغنيات و أنغام تطرب سمعي . بعض ذرات الغبار بدأت تغطي المكان . أجاهد كي أبعدها . أنفخها . أنفضها بيدي . لكنه الفراق يأبى الا أن يبث غباره في المكان .. كل شيء موجود. كل شيء لا زال هنا . الا أنت !!
تلك الحجرة .. لن أدخلها .. لا زلت لا أقوى على دخولها .. حجرة كبيرة جدا . و لكنها مسحورة ..
أصوات غريبة تدعوني للدخول , و لكني أعلم ربما سأموت ان دخلتها ..
لن أدخل ..لن أدخل .. ربما لا زال هناك .. اخرجته الاف المرات .. توسلت اليه بدموعي بعذاباتي .. أخاف أن أدخل فأراه .. رائحة الدم و الغدر تملأ المكان .. رائحة دمي أنا ..و رائحة غدره هو .. كيف أدخلته . كيف أعطيته الحجرة الأكبر و الأهم ..لا أدري و كيف سأخرجه . لا أدري أنصرف بسرعة .. أترك الغرفة ورائي .. دموعي تبلل وجهي . و ألمي يقتلني .. أصرخ بتوسل .. رباه ساعدني ..
أغلق بابا لأفتح اخر .. حجرات ضاعت أسماء أصحابها . و لكنها باقية لهم . حجرات أفتحها بشوق و حنين .. و أخرى أفتحها بألم و خوف .. و أخرى لا أقوى على فتحها أبدا !!!
أنتهي من رحلتي , و أنا أفكر : قلوبنا بيوت , بل أوطان .. سكانها كثيرون .. و ما نبضات قلوبنا الا ارتعاشات أرواحهم و رجع أنفاسهم و صدى أصواتهم ...
درسان اثنان تعلمتهما..
أن أحافظ على طهر قلبي .فلا أدخل من لا يستحق الدخول ..
و أن أحافظ على أمكنة شاغرة . كي أدخل يوما من يستحق الدخول ........... | |
|